ميدان التحرير قلب العاصمة
ميدان التحرير، أكبر ميادين مدينة القاهرة في مصر، بدأت قصته باسم ميدان الإسماعيلية، نسبةً للخديوي إسماعيل، ثم تحول إلى "ميدان التحرير"، تجسيدًا لروح التحرر من الاستعمار خلال ثورة 1919، واستقر اسمه رسميًا في ثورة 23 يوليو عام 1952. يُصمم الميدان بناءً على ميدان شارل ديجول في باريس، الذي يضم قوس النصر.
تاريخ تطوير الميدان
في عام 1904، بدأ الصحفيون والمهندسون المعماريون في طرح مسألة موقع ثكنات قصر النيل، بحجة أنها لم تعد مناسبة كرمز للاحتلال البريطاني بجوار المتحف المصري. أدى ذلك إلى هدم الثكنات وإنشاء مجموعات سكنية فاخرة حول المتحف. وقد وضع موسى قطاوي باشا خطة للمنطقة، تضمنت شارع الخديوي إسماعيل وساحات بها تماثيل فرعونية.
تطوير ميدان الإسماعيلية (التحرير حاليًا)
في مارس 1933، قدّم حسين باشا واصف، وزير الأشغال العمومية، خطة لتطوير ميدان الإسماعيلية، تتضمن وضع مسلة وتماثيل فرعونية ومسرح وسينما ومتحف صغير. بعد تنفيذ معاهدة 1936 وانسحاب القوات البريطانية، أصبح هدم المباني الضخمة شيئًا محتمًا. تصارع المهندسون والصحفيون لتقديم أفكار لإعادة تصميم المنطقة، وأبرزها مقترح محمد ذو الفقار بك لإعادة تصميم المنطقة في مجلة المصور في أبريل 1947.
تركيز التخطيط على ميدان الإسماعيلية كمركز ثقافي وسياسي
تركز التخطيط على تحويل ميدان الإسماعيلية إلى المركز الثقافي والسياسي للمدينة، من خلال جمع المباني الإدارية للوزارات والإدارات الحكومية، والمتاحف، بالإضافة إلى التماثيل التذكارية للعائلة العلوية، وتحيط به حدائق عامة واسعة. كانت خطة محمد ذو الفقار بك، التي نُشرت في مجلة المصور في أبريل 1947، تصور هذا التحول الرائع، وكانت ستسهم في نقلة حضارية كبيرة لمصر.
التأثير السياسي والتعثر
للأسف، تعثرت خطط التطوير بسبب انشغال حكومة النقراشي باشا بالعديد من الأزمات، بما في ذلك بوادر حرب 1948. كانت الخطط تشمل بناء برلمان جديد وتجميل الميدان وإنشاء قاعدة من المرمر لتمثال الخديوي إسماعيل. على الرغم من ذلك، لم تتم تنفيذ الخطط بالكامل، واقتصرت على بناء بعض المساحات المفتوحة العامة ومجمع التحرير فقط.
رمز ميدان التحرير
يُعتبر ميدان التحرير رمزًا لحرية الشعوب وصمودها، حيث شهد أول تحرر للمرأة في مصر عندما خلعت اليشمك في ثورة 1919. ولكنه لم يسمى التحرير رسميًا إلا بعد ثورة 23 يوليو. وقد شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية، منها أحداث ثورة 1919 وثورة الخبز في يناير 1977، وكذلك ثورة 25 يناير عام 2011، التي أدت إلى إسقاط النظام الحاكم للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والذي أصبح رمزًا للمتظاهرين وصمودهم وحريتهم.
أهم الأماكن في ميدان التحرير
تحتوي الميدان على العديد من الأماكن الشهيرة، مثل:
- المتحف المصري.
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
- مجمع المصالح الحكومية المعروف اختصارًا بمجمع التحرير، والذي قام بتصميمه د. محمد كمال إسماعيل.
- مقر جامعة الدول العربية.
- القصر القديم لوزارة الخارجية المصرية.
- فندق النيل هيلتون.
- مسجد عمر مكرم.
- جراج عمر مكرم.
- محطة مترو الأنفاق بالميدان.
صينية ميدان التحرير
في بداية الخمسينيات، كان ميدان التحرير يحتوي على قاعدة لتمثال لم يُوضع. كان من المقرر أن يثبت على القاعدة تمثال للخديوي إسماعيل، وذلك ضمن مشروع تحمس له الملك فاروق. لكن تغيرت الأوضاع السياسية بعد ثورة 23 يوليو 1952، وتم إزالة تمثال الملك فؤاد من ميدان عابدين، بينما بقيت قاعدة تمثال الخديوي إسماعيل في ميدان التحرير، وظلت مكانًا لإضاءة شعلة التحرير. وقد تم هدم القاعدة فيما بعد لإقامة محطة مترو الأنفاق
اهمية ميدان التحرير
على الرغم من أن ميدان التحرير يُعتبر أحد أكبر ميادين القاهرة، إلا أنه ليس الأهم بالضرورة، إذ يسبقه من حيث الأهمية ميدان رمسيس الذي يضم محطة مصر الرئيسية، بالإضافة إلى الموقف الأكبر للنقل العام في العاصمة. ويأتي بعده ميدان العتبة الذي يُعتبر المركز التجاري الرئيسي في القاهرة.
أهم الشوارع المتفرعة من ميدان التحرير
ميدان التحرير يتميز بتصميمه الفريد الذي يفرع منه شوارع وميادين رئيسية في القاهرة، ومن أبرز هذه الشوارع والميادين:
- شارع البستان: يضم أهم مراكز التسوق في وسط القاهرة، بالإضافة إلى مؤسسات مالية بارزة مثل وكالة أنباء الشرق الأوسط.
- شارع محمد محمود البسيوني.
- شارع طلعت حرب.
- شارع التحرير.
- شارع الفلكي.
- شارع القصر العيني: يضم مقار لعدة وزارات مصرية بالإضافة إلى مجلسي الشعب والشورى.
- ميدان طلعت حرب.
- ميدان الشهيد عبد المنعم رياض.
- ميدان محمد فريد.
- شارع شامبليون.
- شارع قصر النيل.